رئيس التحرير
عصام كامل

عرين الأسود في جيش الرباط الدائم


لا تستطيع أن تحبس دموع الفخر والاعتزاز والوطنية عندما تجلس تحت مظلة مهيبة من حرارة شمس قاسية، وأنت ترى شبابا في عمر الزهور وقد تحولوا إلى أسود.. قوية.. عزيزة.. أبية.. قادرة.. أسود تأكل الأرض، وتنهش لهيب الشمس حبا وعشقا في الوطن.. لا تستطيع أن تحول دون قلبك والرقص على أنغام «يا أحلا اسم في الوجود»، عندما يردده شباب بأنغام غير تلك التي نعرفها.. إنهم ينحتون اللحن بحناجر من فولاذ تصب جام غضبها على كل من تسول له نفسه أن ينال من مصر.


هذا الشعور المؤثر يسيطر عليك إذا ما كنت معنا عند حضور تخريج دفعات جديدة من الكلية الفنية العسكرية والمعهد الفنى والكلية الجوية.. هنا تستطيع أن تبنى حلما رائعا، جميلا، وهنا فقط تستطيع أن تدرك أن في مصر رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. عشرينيات الشباب تطاول في مجد آبائها قامة الهرم وقيمة التاريخ التليد.. تدرك وأنت تتابع هؤلاء الشباب وهم يواجهون الموت بقلوب مؤمنة أنك أمام وطن يستحق أن نموت من أجله.

تعرف وأنت تتابع مهارات الخريجين من الكليات العسكرية كيف لن تسقط مصر؟ وكيف لم تهن مصر؟ وكيف تحررت من براثن عدو كان يحمل نفس ملامحنا ويتحدث بمثل ما نتحدث؟.. تعرف أن وطنا يمتلك مؤسسات بعراقة كلياتنا العسكرية ومعاهدنا لا يمكن أبدا أن ينكسر أو ينهزم.. لا يمكن أبدا أن يلين، أو يخضع، أو يركع.. وحوش تكبر.. أسود تهلل.. رجال يحملون الانتصار شعارا لغد مشرق.

وإذا ما تابعت مدرجات أولياء الأمور وهى تتابع معارك أبنائهم ضد العدو المفترض ستعرف لماذا يتهافت المصريون على إلحاق أبنائهم بالكليات العسكرية؟.. فهي ليست مصانع للرجال فحسب وإنما هي مزارع للأمل ومعامل للفداء.. عندما ترى أمامك شابا عشرينيا يعتلى مع رفاقه مدرعات العدو الافتراضى.. يقاتل.. يعارك.. يسيطر.. يستولى.. يهب واقفا.. منتصبا.. رافعا العلم.. مكبرا ومهللا.
ستري صورة من صور الإيمان العميق بعيدا عن طنطنة مكبرات الصوت.. ستشهد ملحمة قوامها العمل بعيدا عن إبهار الاستوديوهات وخدع الكاميرات سترى أبطالا من لحم ودم مصرى خالص.. ستعرف لماذا نقول «الجيش والشعب إيد واحدة».
الجريدة الرسمية